بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 3 فبراير 2011

فنجان قهوة



تقول القصه أنه وقف البروفيسور أمام تلاميذه..
ومعه بعض الوسائل التعليميه..
وعندما بدأ الدرس ودون أن يتكلم..

أخرج عبوه زجاجيه كبيره فارغه
وأخذ يملأها (بكرات الجولف)
ثم سأل التلاميذ..
هل الزجاجه التي في يده مليئه أم فارغه ؟
فاتفق التلاميذ على أنها مليئه..
فأخذ صندوقاً صغيرا من الحصى..
وسكبه داخل الزجاجه ..
ثم رجها بشده حتى تخلخل الحصى..
في المساحات الفارغه بين كرات الجولف..
ثم سألهم ..؟
إن كانت الزجاجه مليئه ؟
فأتفق التلاميذ مجدداً على انها كذلك..
فأخذ بعد ذلك صندوقاً..
صغيراً من الرمل..
وسكبه فوق المحتويات في الزجاجه..
وبالطبع فقد ملأ الرمل باقي الفراغات فيها..
وسأل طلابه مره أخرى.
إن كانت الزجاجه مليئه
فردوا بصوت واحد..
بأنها كذلك ..
أخرج البروفيسور بعدها فنجاناً من القهوه..
وسكب كامل محتواه داخل الزجاجه..
فضحك التلاميذ من فعلته..
وبعد أن هدأ الضحك..
شرع البروفيسور في الحديث قائلاً :

الآن أريدكم أن تعرفوا ماهي القصة..
إن هذه الزجاجه تمثل حياة كل واحد منكم..
وكرات الجولف .. تمثل الأشياء الضروريه في حياتك :

دينك ، قيمك , أخلاقك ، عائلتك , أطفالك ,
صحتك , أصدقائك.
بحيث لو انك فقدت ((كل شيء))
وبقيت هذه الأشياء ستبقى حياتك..

مليئه وثابته..
أما الحصى فيمثل الأشياء المهمه في حياتك :
وظيفتك , بيتك , سيارتك..
وأما الرمل فيمثل بقية الأشياء..
أو لنقول: الأمور البسيطه والهامشيه..
فلو كنت وضعت الرمل في الزجاجه أولاً..
فلن يتبقى مكان للحصى أو لكرات الجولف..
وهذا يسري على حياتك الواقعيه كلها..
فلو صرفت كل وقتك وجهدك على توافه الأمور..
فلن يتبقى مكان للأمور التي تهمك..
لذا فعليك أن تنتبه جيدا وقبل كل شيء للأشياء الضروريه.

لحياتك وأستقرارك..
وأحرص على الأنتباه لعلاقتك بدينك..

وتمسكك بقيمك و مبادئك و أخلاقك..
أمرح مع عائلتك ، والديك ، أخوتك ، وأطفالك..
وزر صديقك دائماً وأسأل عنه..
أستقطع بعض الوقت لفحوصاتك الطبيه الدوريه..
وثق دائما بأنه سيكون هناك وقت كافي للأشياء الأخرى ..
ودائماً..

أهتم بكرات الجولف أولاً..

فهي الأشياء التي تستحق حقاً الأهتمام..
حدد أولوياتك..
فالبقيه مجرد >>> رمل..
وحين أنتهى البروفيسور من حديثه..

رفع أحد التلاميذ يده قائلاً:

أنك لم تبين لنا ما تمثله القهوه ؟



((فابتسم)) البروفيسور وقال :


أنا سعيد لأنك سألت..



أضفت القهوه فقط لأوضح لكم..

بأنه مهما كانت حياتك مليئه ..

فسيبقى هناك دائماً مساحه..

لفنجان من القهوه !!

الأربعاء، 2 فبراير 2011

ليتني ألتقي بها مرة أخرى ..


" بتول " اسم لن أمحوه من ذاكرتي ، أحببتها وكم أتمنى أن ألتقي بها مرة أخرى ..
بتول طفلة تقديري لعمرها لا يتجاوز الثامنة ..
ألتقيت بها عند بوابة المسجد النبوي في أول يوم من رمضان هذا العام ، وفي أثناء خروجي في تمام الساعة الحادية عشرة من المسجد وعند البوابة تهادى لي صوتا ينادي :
" يا خاله .. يا خاله .. أبيع شرايط ومقابض للشعر "
كان لوجهها جاذبية جعلتني ابتسم وأطيل النظر في وجهها .. لا أدري أحسست بالصدق في وجهها قبل أن ألمسه في صوتها ..
وبعدها : " يا خاله بالسعر اللي تريديه "
أمسكت يدها وبدأت الحديث معها ..
" سأشتري كريم كراميل بالكيك و الآيس كريم من محل بجانب بوابة الحرم فخيرتها بين المال و الكريم كراميل "
" خاله لحظة أفكر "
سعدت بالحديث معاها ..
" خاله أريد الشي اللي خبرتيني فيه "
ووقفنا معا أمام المحل وطلبنا الطلبية سعدت بأن هناك اشترى كل ما لديها في فترة وقوفنا .
لن أنسى نظراتها لصور الآيس كريم ولن انسى الابتسامة التي ظلت مرسومة على محياها لن أنسى بريق عينيها وهي سعيدة ..
طال بنا الوقوف وفي فترة انشغالي بأخذ الطلبية و دفع ثمنها ..لألتفت لبتول لأعطيها علبة الكراميل ..
تفآجأنا باختفائها لحظتها تجمعت الدموع في عيني ...
وكذلك لمحت ذلك عند " حرمة خالي "
أين ذهبت ؟؟ بدانا بالدوران حول المكان بحثا عنها ..
أين ذهبت ؟؟ بدأنا نناديها لعلها تسمع الصوت ولكنا لم نجدها ..
رجعنا للمسجد علنا نجدها في المكان الذي التقينا فيه ..
أين ذهبت ؟؟ شعرت بالغصة في قلبي ..
إن لم نجدها ؟؟ لم أدع الفكرة تغزو عقلي لأني لن أتحمل هذه الفكرة ..
فمجرد تذكري السعادة التي وجدتها في وجه بتول تشعرني بالأسى على نفسي ..
رجعنا للمحل مرة أخرى و ننادي بإسمها
" يا خاله تناديني "
لا أستطيع وصف تلك اللحظة و كأني كنت أغرق في البحر ووجدت من يخرجني ..
أمسكت بيدها مطلقة لنفسي العنان لإخراج السعادة التي لم تسعها..
ولم تسع ايضا " حرمة خالي "
التي جادت بيمينها للطفلة لفرحتها بعثورنا عليها ..
أعطيتها الكراميل وكم كانت سعادتها به كبيرة ..
" يا خالة كيف آكله ما ادري من وين أفتحه "
" يا خاله أول مرة أمسك مثل هذا الكوب "
سكت اللسان فيا قلوب حدثي أن لسعادتها وبساطتها قوة لا تعدلها كنوز الأرض بما فيها .. 

هـذهِ الـنَّـظْـرَةُ تَـحْـكــي = سِـــرَّ أحْــداثٍ مَـريـرة



هـالَـهـا الرُّعبُ فتـاهـتْ = عـنْ أمانـيـهـا الـكبـيـرَة



يا ظـلام الـلـيـلِ رِفْـقـــاً = بـالأزاهـــيرِ الصّغـيـرة



وامْــلأ الأحــلامَ نــوراً = تنتـشـي منـهُ الغـريــرَة



واجْعَـلِ البسْــمَـةَ تَـبْـدو = فــي مُحَـيّــاهـا مُنـيــرَة









الثلاثاء، 1 فبراير 2011

ما كل ما يتمناه المرء يدركه


عندما تبدأ بالشعور بأن الثقة التي كنت تمتلكها بدأت تنسل من شخصيتك شيئا فشيئا ..
تقرر أن تدير ظهرك عن كل من ينتقدك ..
وتعزم في نفسك أن تضع يديك في أذنيك لتعلن لقلبك و عقلك ونفسك أنك لا تريد أن تسمع ..
فتلتزم الصمت حتى لا تفقد ما بقي من كرامة نفسك أمام نفسك ..
تحبهم و تود وصالهم ولكن مقياس الحرارة يعلن ارتفاع حرارة مشاعرك بمجرد اقترابهم منك ..
عندها تتأكد أن ما فعلته لحماية نفسك لم يجدي ,,
فتنزل رأسك مرددا : ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..

عندما تقوم كل صباح وقبل أن تغادر فراشك تبدأ بمراجعة ما ستقوم به في هذا اليوم الجديد ..
فيغزو تفكيرك ذلك الواقع الذي تتمنى أن تحرر نفسك منه ..
فموعدك في بداية كل صباح معه، لتبقى فيه أكثر دقائق نهارك ..
ممنيا نفسك بالتغيير الذي ستصنعه لنفسك ..
فتنتفظ من على سريرك منزلا رأسك مرددا : ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..

تقف أمام شاشة الحاسوب تتابع ما يعانيه أخوانك في مشارق الأرض ومغاربها ,,
تتمنى أن تكون ممن يساعد اهالي جده فيما يعانوه من أثر الفيضانات والسيول ..
وتتمنى أن تكون في صف أخواننا المطالبين لحرية الأمة ..
وتتمنى أن تشارك أخواننا في فلسطين وباكستان و السودان فيما يقاسوه  ..
تتمنى أن تقف لتشارك بكلمة خير في لبنان واليمن والعراق  ..
وعندما تأتي لتضع يدك على وسادتك معلنا أن وقت النوم قد حان
ليجافيك النوم متقلبا يمينا يسار فهناك من يفترش الأرض يلتحف بالسماء
تتمنى أن تكون معه لتشاركه وتحس ببعض ما يشعر به ..
فتردد عندها : ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..

عندما يحين الموعد تشعر بالأسى لرغبتك في أن تشاركهم وأن يكون اسمك في قائمة المشاركين .
تتمنى أن تعيش تلك الأجواء .. تتمنى أن تذهب إليهم لتأخذ من تألق أرواحهم وتستمد لنفسك من حماسهم وهممهم
لتعينك في الدرب الذي اخترته لتحقق الإنجاز وتخدم به الأمة التي تحيا بها ..
تراجعها في كل سنة في قائمة أهدافك وتكتب عندها في كل سنة لم يتم بعد
لتطلق لقلمك العنان ليكتب فتجد عبارة : ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..


عندما تصل لمرحلة عدم قدرتك على إيصال فكرتك لمن حولك ،، وتبدأ باستقبال كلمات تفقدك توازنك .
يعتريك الصمت وتفكر كيف لك أن تفهمهم بأن يفهموك ..
وتستمر الكلمات وتبدأ بمجاراتهم على الرغم من رفضك لها لعل ذلك يستنفذ جميع الكلمات لينتهي بذلك السيل
المقتحم لمشارعك التي تشعرك بالأسى على نفسك ..وتتمنى لحظتها لو أنك انسحبت قبل أن تصل نفسك لهذا الشعور ..
عندها تنزل رأسك مرددا : ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..


ما أجمل شعور المسؤلية الذي يعتري نفسك مسؤوليتك عن نفسك تجاه نفسك و أسرتك ومجتمعك ووطنك و دينك و أمتك ..
وتضع الخطط التي تجسد هذه المسؤولية ..
فيصادمك من أمامك بإرغامك بأن تكون عبء على أنفسهم على الرغم من تحملك لمسؤولية نفسك ..
وأفعالك تؤكد ما تبنيته و ما يثير تعجبك إصرارهم على كونك عبء في محيطهم ..
تود لحظتها أن تصرخ ولكنك تظل صامتا مرددا في أعماق نفسك .. ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..


ازدحمت الافكار في عقلك ولم تجد إلا التفكير المنصب في أن ما كل ما يتمناه المرء يدركه .. أطلت التفكير والتامل باحثا عن ما يخرجك من كل تلك الاجواء وكل تلك الصراعات ..
فلم تجد أمامك عندها غير :
اللهم اليك أشكو ضعف قوتي وقله حيلتي وهواني على الناس ياارحم الراحمين الى من تكلني ؟الى بعيد يتجهمني ؟ام الى عدو ملكته امري ؟ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي ولكن عافيتك اوسع لي اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخره من ان تنزل بي غضبك .او يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولاقوة الابك..
وتأكدت لحظتها بأنه كفيل بأن يسترد لك ما فقدته من تلك الصراعات ..