بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 2 فبراير 2011

ليتني ألتقي بها مرة أخرى ..


" بتول " اسم لن أمحوه من ذاكرتي ، أحببتها وكم أتمنى أن ألتقي بها مرة أخرى ..
بتول طفلة تقديري لعمرها لا يتجاوز الثامنة ..
ألتقيت بها عند بوابة المسجد النبوي في أول يوم من رمضان هذا العام ، وفي أثناء خروجي في تمام الساعة الحادية عشرة من المسجد وعند البوابة تهادى لي صوتا ينادي :
" يا خاله .. يا خاله .. أبيع شرايط ومقابض للشعر "
كان لوجهها جاذبية جعلتني ابتسم وأطيل النظر في وجهها .. لا أدري أحسست بالصدق في وجهها قبل أن ألمسه في صوتها ..
وبعدها : " يا خاله بالسعر اللي تريديه "
أمسكت يدها وبدأت الحديث معها ..
" سأشتري كريم كراميل بالكيك و الآيس كريم من محل بجانب بوابة الحرم فخيرتها بين المال و الكريم كراميل "
" خاله لحظة أفكر "
سعدت بالحديث معاها ..
" خاله أريد الشي اللي خبرتيني فيه "
ووقفنا معا أمام المحل وطلبنا الطلبية سعدت بأن هناك اشترى كل ما لديها في فترة وقوفنا .
لن أنسى نظراتها لصور الآيس كريم ولن انسى الابتسامة التي ظلت مرسومة على محياها لن أنسى بريق عينيها وهي سعيدة ..
طال بنا الوقوف وفي فترة انشغالي بأخذ الطلبية و دفع ثمنها ..لألتفت لبتول لأعطيها علبة الكراميل ..
تفآجأنا باختفائها لحظتها تجمعت الدموع في عيني ...
وكذلك لمحت ذلك عند " حرمة خالي "
أين ذهبت ؟؟ بدانا بالدوران حول المكان بحثا عنها ..
أين ذهبت ؟؟ بدأنا نناديها لعلها تسمع الصوت ولكنا لم نجدها ..
رجعنا للمسجد علنا نجدها في المكان الذي التقينا فيه ..
أين ذهبت ؟؟ شعرت بالغصة في قلبي ..
إن لم نجدها ؟؟ لم أدع الفكرة تغزو عقلي لأني لن أتحمل هذه الفكرة ..
فمجرد تذكري السعادة التي وجدتها في وجه بتول تشعرني بالأسى على نفسي ..
رجعنا للمحل مرة أخرى و ننادي بإسمها
" يا خاله تناديني "
لا أستطيع وصف تلك اللحظة و كأني كنت أغرق في البحر ووجدت من يخرجني ..
أمسكت بيدها مطلقة لنفسي العنان لإخراج السعادة التي لم تسعها..
ولم تسع ايضا " حرمة خالي "
التي جادت بيمينها للطفلة لفرحتها بعثورنا عليها ..
أعطيتها الكراميل وكم كانت سعادتها به كبيرة ..
" يا خالة كيف آكله ما ادري من وين أفتحه "
" يا خاله أول مرة أمسك مثل هذا الكوب "
سكت اللسان فيا قلوب حدثي أن لسعادتها وبساطتها قوة لا تعدلها كنوز الأرض بما فيها .. 

هـذهِ الـنَّـظْـرَةُ تَـحْـكــي = سِـــرَّ أحْــداثٍ مَـريـرة



هـالَـهـا الرُّعبُ فتـاهـتْ = عـنْ أمانـيـهـا الـكبـيـرَة



يا ظـلام الـلـيـلِ رِفْـقـــاً = بـالأزاهـــيرِ الصّغـيـرة



وامْــلأ الأحــلامَ نــوراً = تنتـشـي منـهُ الغـريــرَة



واجْعَـلِ البسْــمَـةَ تَـبْـدو = فــي مُحَـيّــاهـا مُنـيــرَة









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق