بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

ما كل ما يتمناه المرء يدركه


عندما تبدأ بالشعور بأن الثقة التي كنت تمتلكها بدأت تنسل من شخصيتك شيئا فشيئا ..
تقرر أن تدير ظهرك عن كل من ينتقدك ..
وتعزم في نفسك أن تضع يديك في أذنيك لتعلن لقلبك و عقلك ونفسك أنك لا تريد أن تسمع ..
فتلتزم الصمت حتى لا تفقد ما بقي من كرامة نفسك أمام نفسك ..
تحبهم و تود وصالهم ولكن مقياس الحرارة يعلن ارتفاع حرارة مشاعرك بمجرد اقترابهم منك ..
عندها تتأكد أن ما فعلته لحماية نفسك لم يجدي ,,
فتنزل رأسك مرددا : ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..

عندما تقوم كل صباح وقبل أن تغادر فراشك تبدأ بمراجعة ما ستقوم به في هذا اليوم الجديد ..
فيغزو تفكيرك ذلك الواقع الذي تتمنى أن تحرر نفسك منه ..
فموعدك في بداية كل صباح معه، لتبقى فيه أكثر دقائق نهارك ..
ممنيا نفسك بالتغيير الذي ستصنعه لنفسك ..
فتنتفظ من على سريرك منزلا رأسك مرددا : ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..

تقف أمام شاشة الحاسوب تتابع ما يعانيه أخوانك في مشارق الأرض ومغاربها ,,
تتمنى أن تكون ممن يساعد اهالي جده فيما يعانوه من أثر الفيضانات والسيول ..
وتتمنى أن تكون في صف أخواننا المطالبين لحرية الأمة ..
وتتمنى أن تشارك أخواننا في فلسطين وباكستان و السودان فيما يقاسوه  ..
تتمنى أن تقف لتشارك بكلمة خير في لبنان واليمن والعراق  ..
وعندما تأتي لتضع يدك على وسادتك معلنا أن وقت النوم قد حان
ليجافيك النوم متقلبا يمينا يسار فهناك من يفترش الأرض يلتحف بالسماء
تتمنى أن تكون معه لتشاركه وتحس ببعض ما يشعر به ..
فتردد عندها : ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..

عندما يحين الموعد تشعر بالأسى لرغبتك في أن تشاركهم وأن يكون اسمك في قائمة المشاركين .
تتمنى أن تعيش تلك الأجواء .. تتمنى أن تذهب إليهم لتأخذ من تألق أرواحهم وتستمد لنفسك من حماسهم وهممهم
لتعينك في الدرب الذي اخترته لتحقق الإنجاز وتخدم به الأمة التي تحيا بها ..
تراجعها في كل سنة في قائمة أهدافك وتكتب عندها في كل سنة لم يتم بعد
لتطلق لقلمك العنان ليكتب فتجد عبارة : ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..


عندما تصل لمرحلة عدم قدرتك على إيصال فكرتك لمن حولك ،، وتبدأ باستقبال كلمات تفقدك توازنك .
يعتريك الصمت وتفكر كيف لك أن تفهمهم بأن يفهموك ..
وتستمر الكلمات وتبدأ بمجاراتهم على الرغم من رفضك لها لعل ذلك يستنفذ جميع الكلمات لينتهي بذلك السيل
المقتحم لمشارعك التي تشعرك بالأسى على نفسك ..وتتمنى لحظتها لو أنك انسحبت قبل أن تصل نفسك لهذا الشعور ..
عندها تنزل رأسك مرددا : ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..


ما أجمل شعور المسؤلية الذي يعتري نفسك مسؤوليتك عن نفسك تجاه نفسك و أسرتك ومجتمعك ووطنك و دينك و أمتك ..
وتضع الخطط التي تجسد هذه المسؤولية ..
فيصادمك من أمامك بإرغامك بأن تكون عبء على أنفسهم على الرغم من تحملك لمسؤولية نفسك ..
وأفعالك تؤكد ما تبنيته و ما يثير تعجبك إصرارهم على كونك عبء في محيطهم ..
تود لحظتها أن تصرخ ولكنك تظل صامتا مرددا في أعماق نفسك .. ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..


ازدحمت الافكار في عقلك ولم تجد إلا التفكير المنصب في أن ما كل ما يتمناه المرء يدركه .. أطلت التفكير والتامل باحثا عن ما يخرجك من كل تلك الاجواء وكل تلك الصراعات ..
فلم تجد أمامك عندها غير :
اللهم اليك أشكو ضعف قوتي وقله حيلتي وهواني على الناس ياارحم الراحمين الى من تكلني ؟الى بعيد يتجهمني ؟ام الى عدو ملكته امري ؟ان لم يكن بك علي غضب فلا ابالي ولكن عافيتك اوسع لي اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخره من ان تنزل بي غضبك .او يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولاقوة الابك..
وتأكدت لحظتها بأنه كفيل بأن يسترد لك ما فقدته من تلك الصراعات ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق