بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 13 مارس 2011

هدية تاريخية من أردوغان لساركوزي


يقول المؤرخون ان الأمم حضارات وآثار يخلدها التاريخ، وقد خلد لنا التاريخ الحضارة الاسلامية التي امتدت من المشرق في الصين الى المغرب في الأندلس، حضارة اتسمت بالقوة والعلم والدين. ومن الآثار اللطيفة تلك الرسالة التي قدمها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى خلال استقباله له في أنقرة كهدية تذكارية لتذكيره بفضل تركيا على فرنسا.



كانت هدية أردوغان عبارة عن رسالة كتبها السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1525م، ‏ ردا على رسالة استغاثة بعث بها ملك فرنسا فرنسيس الأول عندما وقع أسيرا في يد الاسبان يطلب العون من الدولة العثمانية. وقد استهل السلطان رسالته بالتعريف بمن هو السلطان سليمان القانوني، وعلى أي البلاد والبحار والأقاليم كان يحكم ويهيمن‏، مشيرا الى حجم بلاده وقوتها‏، ثم يطمئنه فيها بأنه سيخلصه من الأسر، وبالفعل أرسل اليه قوة عسكرية حررته من الأسر.


ونص الرسالة..


٭ الله ٭ العلي ٭ المعطي ٭ المغني ٭ المعين ٭


بعناية حضرة عزة الله جّلت قدرته وعلت كلمته، وبمعجزات سيد زمرة الأنبياء، وقدوة فرقة الأصفياء محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم الكثير البركات، وبمؤازرة قدس أرواح حماية الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وجميع أولياء الله.


أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين، أنا متوج الملوك ظلّ الله في الأرضين، أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والبحر الأحمر والأناضول والروملّي وقرمان الروم، وولاية ذي القدرية، وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر ولله الحمد والله أكبر.


أنا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان با يزيد.


الى فرنسيس ملك ولاية فرنسا.


وصل الى أعتاب ملجأ السلاطين المكتوب الذي أرسلتموه مع تابعكم (فرانقبان)، وأعلمنا ان عدوكم استولى على بلادكم، وانكم الآن محبوسون، وتستدعون من هذا الجانب مدد العناية بخصوص خلاصكم، وكل ما قلتموه عرض على أعتاب سرير سدتنا الملوكانية، وأحاط به علمي الشريف على وجه التفصيل، فصار بتمامه معلوما.


فلا عجب من حبس الملوك وضيقهم، فكن منشرح الصدر، ولا تكن مشغول الخاطر، فاننا فاتحون البلاد الصعبة والقلاع المحصنّة وهازمون أعداءنا، وان خيولنا ليلا ونهارا مسروجة، وسيوفنا مسلولة، فالحقّ سبحانه وتعالى ييسر الخير بارادته ومشيئته، وأما باقي الأحوال والأخبار تفهمونها من تابعكم المذكور، فليكن معلومكم هذا.


تحريرا في أوائل شهر آخر الربيعين سنة 932 من الهجرة النبوية الشريفة 1525 من الميلاد. بمقام دار السلطنة العلي – القسطنطينية المحروسة المحمية. (منقول).


هذا التاريخ يذكرنا بعز المسلمين الذين استجار بهم الأوروبيون في يوم ما، وسيعود هذا التاريخ يوما ما بعز عزيز أو بذل ذليل.


٭٭٭


تخيل لو ان الشاب التونسي البو عزيزي ظل يبيع خضرة ولم تلتفت له الشرطية، لظل حال الدول العربية كما كان بدون مظاهرات ولا قلاقل ولا سقوط حكام وحكومات. تصرف أرعن يفتقد للحكمة من تلك الشرطية الفوقية أطاح برئيس دولة وحكومته، فهل تتعظ الحكومات الأخرى؟!






د. عصام عبداللطيف الفليج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق