بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

سبحانك ربي

في المرة الماضية أبت نفسي النظر إلى الخارج بسبب ذلك المجهول الذي تتمنى أن تعيشه .. فبقيت خائفة إلى أن عرفت حقيقة ما يحدث ..
ولكني في هذه المرة سابقت الجميع لأصل إليها و أعيش التجربة بحماس الذي يرغب فيه ..
" المسافرون المغادرون إلى المدينة المنورة رحلة رقم 000 يرجى التوجه إلى بوابة رقم 5 "
لنتوجه إليها وفي داخلي الرغبة في الإسراع لأصعد على متنها ، ركبنا و توجهنا إلى مقاعدنا و عجلت لأكون في المقعد المطل على النافذه .
بدأنا في الانتظار و إغلاق الهواتف المحمولة .. وربط الأحمزة وقراءة دعاء السفر وبدأ الصمت يعم المكان وأخذ كابتن الطائرة بإعطاء التعليمات ..
تحركت الطائرة قليلا ثم توقفت مغيرة اتجاهها و أنا في ترقب لإقلاعها ، وتوقفت مرة أخرى بدأت صوت محركاتها في الارتفاع اكثر فأكثر
وزادت من سرعتها إلى انطلقت بكل قوة إلى الأعلى مركزة انتباهي على الأرض التي بدأنا في الابتعاد عنها شيئا فشيئا كان منظر أكثر من رائع ..
بدأت أنظر إلى مدينة دبي من الأعلى المدينة صاحبة المباني العالية وناطحات السحاب التي بدت صغيرة لا نكاد نحس بعلوها وبحثت عن الناس في هذا فلم استطع مشاهدتهم وكأنهم ذرة لا أستطيع رؤيتهم بالعين المجردة ..
الانسان بكل ما فيه أصبح جزء أقل من جزء أقل من جزء في هذه الكون الفسيح..ونظرت إلى السماء والبحر والسحاب والصحراء فكان لكل واحد منها قصة في جمال خلق الله

سبحانك ربي ما عبدناك حق عبادتك .. " هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونهم "
بقينا قرابة الثلاث الساعات معلقين بين السماء والأرض في شوق لزيارة مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
وما أن وصلنا إلى مشارف المدينة بدأت الطائرة في الاهتزاز الشديد والنزول بقوة والارتفاع بقوة وأعلن الطيار ربط الأحزمة و علمت أنها جاذبية جبال المدينة ..
واستشعرت ضعف الإنسان فالناس بدت عليهم ملامح الخوف وبدأت مجموعة في الصراخ مخافة هذا الموقف ..

ولكني خطر في خاطري
أن ما يحدث الآن إنما هو شوق من المدينة لزوارها و فرحها بوصولهم ، أحسست بهيبة المدينة وعظمتها و أن ثراها يحمل أطهر من مشى عليها ..
" اللهم أجمعنا به في الفردوس الإعلى يا رب العالمين "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق