بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 20 أغسطس 2010

هنا الحبيب يا محب ..


تعجز عن التعبير عما في داخلك لا لشيء سوى انك واقف الآن على مكان قد يكون صلى الله عليه وسلم قد وقف عليه أو صلى عنده أو بكى فيه ..
لا لشيء سوى أنك في مكان أحبه الرسول و رغّب في العيش فيه ، وعندما تتأمل في المسألة أو يحلق بك الخيال آفاق بعيدة ، ترجع مرة أخرى ليتبادر إلى ذهنك أنك الآن في مدينة الحبيب ، في المكان الذي قضى فيه الحبيب سنوات دعوته .. المكان الذي آواه و أحبه .. ودفع الغالي والنفيس من أجله ..
فمن دخولك على مشارفها تتذكر الخندق حيث الرسول ربط الحجرين من شدة جوعه .. حيث التحف السماء و افترش الأرض في جو شديد البرد ، لماذا ؟؟
لا لشيء إلا ليعلي كلمة الحق وليصل الدين لنا ، لتمشي خطوات فتلوح أنوار منابر مسجده صلى الله عليه وسلم فتتمثل لك صورته من بعيد وهو قائم يصلي حتى تتفطر قدماه ..
تلوح صورته وهو يبكي شوقا لإخوانه ..
تلوح صورته وهويبني لبنات مسجده مع أصحابه ..
تلوح صورته وهو يمسح على الجذع ليهدأ من حرقة فقدانه له ..
تلوح صورته وهو يبكي وهو يبتسم وهو يحزن وهو يربي وهو يمسح العرق من جبينه  ..
تُفتح الأبواب وتبدأ في الاقتراب " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة "
يالله .. تظل عيناك تنظر للأسفل تنتظر السجادة الخضراء ، فما أن تقف عليها حتى تجتاحك مشاعر السعادة والرهبة..
فتردد لحظتها :"يا رب مثل ما أوصلتني للصلاة في روضة من رياض الجنة في الدنيا لا تحرمني منها في الآخرة "
الجموع الغفيرة تقف لتصلي في تلك الروضة في صراع مستميت لتحظى بالفضل والأجر مع تمني البقاء فيها ..
فعندها تسكب العبرات وتنهمر دموعك ، فالموقف عظيم !! 
أنت في روضه من رياض الجنة في مسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي لا يفصلك عنه سوى بضعة أمتار ..
يسمع صوتك .. ويفرح بتسليمك يا حبيبي يا رسول الله ..
حان وقت الخروج التي مرت سريعة فلم يكن بقاؤك في الداخل سوى بضعة دقائق ، تخرج وشعورك بالهيبة التي تغطي المكان كيف لا وأنت بكل خطوة تخطوها تقف فيها على اثر لرسول الله وصحبه ..

ما أجملها من مشاعر تتمنى أن لا تفارقه أن لا تبتعد عنه..
فكيف يودع الإنسان روحه ؟؟
بأبي أنت وأمي يا رسول الله
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق